أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى تشرح صفات الله العلي. مثلًا، الله الرحمن، الغفور. هو الرب، العليم، الهادي. هو الحكيم، هو الذي يقسم الأدوار ويحكم كل شيء. هو الرزاق، الذي يعطي الناس قوت يومهم.

حيث أن هذه الأسماء تصف الله تعالى، يمكن للناس أن يفهموا عظمته بشكل أفضل، وقربه، وقوته ورحمته بالتضرع له ودعائه بهذه الأسماء. فمن يسعى إلى طلب رزقه اليومي يمكنه أن يدعو الله باسمه الرزاق. كما أخبرنا الله أننا يمكننا أن ندعوه بأسمائه المختلفة:

وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ (الأعراف – الآية 180)

لا يمكن لأحد ممن يعلم أسماء الله الحسنى أن يحاول إخفاء خطاياه من الله لأنه يعلم بأن الله مُطلع على كل شيء، سواء أسر بها أم أعلنها على الملأ. المؤمن الذي يعلم أن تستره بخطاياه لن يغير شيئا سوى أنه سوف يضره، سوف يطلب دائمًا العفو من الله على كل خطاياه وذنوبه.

في هذا الفيلم، سوف ترون بعض أسماء الله الحسنى كما وردت في القرآن الكريم.

الباسط (هو الذي يفتح ويوسع ويوفر)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

(البقرة – آية 245)

يهب الله الخير ورفعة الروح لمن يؤمن به ويستجيب له. يبعد عنهم الصعوبات ويريهم أنه هو وحده القريب من المؤمنين في كل ما يفعلونه. عباد الله حقًا هم الذين يستعيذون بالله وحده ويتخذونه حافظًا في كل مشكلاتهم، فتنهم وأمراضهم. ولكن بينما الله ييسر على الذين آمنوا، فهو يعسر الأمور على غير المؤمنين.

هناك أمثلة كثيرة على ذلك من القرآن. على سبيل المثال، نبي الله موسى عليه السلام، وقوم بني إسرائيل الذين اتبعوه، اضطروا إلى الهرب من منازلهم بسبب اضطهاد فرعون. ولكن فرعون أتبعهم بجنوده في محاولة لإمساكهم. ظن بنو إسرائيل أنهم مدرَكون حينما حاصرهم جند فرعون من ناحية والبحر من ناحية أخرى.

جاء ذلك في القرآن في الآيات التالية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ - قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ

(الشعراء – الآية 61-62)

استجاب الله لدعوة موسى عليه السلام وحدثت معجزة انفلاق البحر إلى شطرين، ونجى الله بني إسرائيل من أيدي فرعون. ثم أغرق الله فرعون وجنوده، أذانًا منه لبني إسرائيل للعيش في الأرض التي نزحوا إليها.

لا يوجد شك أن وعد الله يتحقق دائمًا وسيتحقق لكل المؤمنين.

البديع (هو الذي يخلق بلا سابق تشابه)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

(البقرة – الآية 117)

لدى البشر خمس حواس، ومن الصعب حتى أن نتخيل السادسة. بالإضافة إلى أنهم يمكنهم فقط استخدام الحواس التي لديهم بشكل محدود. مثلًا، يمكنهم فقط رؤية ألوان محددة وسماع أصوات بترددات معينة. وبالتالي فإنه من الصعب عليهم اكتشاف او تخيل او حتى التفكير بشيء غير موجود في العالم.

عندما ننظر إلى بعض الاكتشافات العلمية، نجد أن الناس أخذوا المخلوقات الحية التي أدركوها في الطبيعة كنماذج. على سبيل المثال، الأنف البارز للدولفين اتخذ كنموذج لصناعة مقدمات السفن الحديثة. فكرة نظام تشغيل الرادار هي نفسها فكرة نظام الاستشعار لدى الخفاش الذي يصدر موجات صوتية.

ولا يزال علم الله لا محدود. خلق الله تعالى كل شيء يراه الإنسان، أو لا يراه، كل ما يحيط بنا، بدون استخدام نماذج مسبقة الوجود. خلق الله نظامًا محكم الصنع بنيته النواة والذرات والخلايا والكائنات الحية والنباتات والنجوم والمجرات، في الوقت الذي لم يكن فيه كون أو مجرات أو نباتات أو كائنات حية أو حتى خلية واحدة، فقط خلقها بأمره كن فيكون.

أتى الله بهذا الكون بكل تفاصيله بلا وجود نموذج سابق. يظهر هذا في الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بَدِيْعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُوْنُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ  (الأنعام – الآية 101)

الفاطر(الخالق والمبتدع)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿١٠١﴾

(يوسف – الآية 101)

كوكب الأرض هو كوكب مخصص لحياة الكائنات الحية. مكان الأرض في الفضاء، وحقيقة أنه مُعد بكل ما يلزم لحياة الكائنات الحية، دليل على أن الكوكب هو من عظيم صنع الله.

هناك علامات مذهلة في خلقة كل المخلوقات على وجه الأرض. كلٌ يعيش في البيئة المناسبة له، وبصفاته الجسدية المناسبة.

الخلية، المكون الأساسي لكل الكائنات الحية، هي بحد ذاتها جهاز ممتاز، بكل الأعضاء بداخلها. الترتيب بداخل الخلية نقي جدًا حتى أنها تثبت استحالة نشأة الحياة بطريقة عفوية.

هناك علامات ودلالات واضحة على الخلقة في كل التفاصيل التي نراها، أو لا نراها، حولنا. لا يوجد شك في أن كل هذه الخصائص تعود لله، خالق كل شيء. يوضح الله كمال خلقه في سورة الملك:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ - ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ

(سورة الملك – الآية 3-4)

الخالق (هو الذي يعلم بوجود كل شيء والهيئات التي ستكون عليها في مراحل تواجدها، ومن يخلقهم من العدم)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي علَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

(النور – الآية 45)

كل النحل في الخلية يقوم بمهامه على أكمل وجه. مثلًا، كل النحل العامل يعمل على بناء الخلية. كما يقوم بالمحافظة على درجة حرارة الخلية عن طريق التهوية. كما يأتي بالمؤن من الطعام الذي يقومون بجمعه من الأزهار إلى الخلية. النحلة الملكة، على الجانب الآخر، تبقى دائمًا في الخلية وتتكاثر باستمرار.

البعوض الذي يفقس من البيض لا تشبه على الإطلاق نظيرتها في حالة البلوغ. اليرقة تلقي بجلدها أربع مرات قبل اكتمال نموها. الجلد يتفتح قبل نهاية مرحلة العذرية والبعوضة البالغة تنتقل بدون أن تمس الماء.

هذان مخلوقان اثنان فقط من العدد اللانهائي من أشكال الحياة على الأرض. كما الحال مع كل المخلوقات الأخرى، قد حدد الله ميلادها وحياتها وموتها. من لحظة خلقها وهي تعيش في النمط الذي أقره وحدده الله. ولا تخرج أبدًا عن السياق الذي وضعه الله لها.

الجمال التي تعيش في درجة حرارة 50 درجة مئوية في الصحراء، البطاريق التي تعيش في درجة حرارة -30 درجة مئوية عند القطبين وتغطس آلاف الأمتار تحت سطح البحر في نفس ظروف الطقس. كلهم يعيشون كما حدد لهم الله الحياة. وكل الأجيال التي عاشت من قبل عاشوا بنفس الطريقة، كما ستعيش أيضًا الأجيال القادمة، لأن الله حدد شكل المعيشة لكل الكائنات الحية.

خلق الله الإنسان من قطرة ماء وحدد له شكل المعيشة أيضًا. لا يمكن لأحد أن يحدد شكلًا آخر لمعيشته من تلقاء نفسه، ولا يستطيع أحد أن يتحكم في تقدم العمر ويوقفه أو يوقف الموت، أو أن يهرب من متاعب الحياة لأن الله حدد كل تلك الأحداث قبل حتى أن يعي الإنسان بتواجده.

الحليم (عظيم اللطف)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ 

(سورة آل عمران – الآية 155)

أنزل الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتابًا من عنده. هذا الكتاب، الذي مازالت تعليماته قائمة إلى يومنا هذا، هو آخر كتاب إلهي.

القرآن، نزل الله فيه الأوامر التي يجب على الناس الالتزام بها، والمحظورات التي يجب أن يجتنبوها. كما وعد الله الذين يقضون حياتهم في طاعة الله بدخول جنته خالدين فيها. كما وعد من يخالفون أوامره بالخلود في النار، بتفصيل أهوال ما سيرونه في النار.

ورغم علمهم بأن القرآن حق، إلا أن معظم الناس يرفضون قراءته. ويهملون الآيات التي أنزلها الله عليهم ويلهون عنها في لهو ومتع الحياة الدنيا. ولا يعلمون كيف سيكون حسابهم بعد موتهم وحياتهم بعد موتهم في الآخرة. وبنفس الطريقة التي يخفقون فيها بالامتثال لأوامر الله، يخفقون في العيش بالقيم والأخلاق التي أنزلها.

لا يساعدون أو يشاركون ما أنعم الله به عليهم مع غيرهم من المحتاجين. وحينما يقال لهم آمنوا، يقولون "نحن نعلم جيدًا ماذا نفعل".

ولكن الله، واسع الرحمة والمحبة، لا يعاقب الذين يعصونه على الفور. ولكنه ينعم عليهم بكل النعم في الدنيا ليعيشوا عيشة رغدة. ليعطي لهم الفرصة والوقت حتى يؤمنوا ويعودوا للحق.

جعل الله الإسلام دينًا يسهل العيش به؛ إنه يعلم أن الإنسان ضعيف، ولذلك هو لا يحملهم المسؤولية حين يخطئون أو ينسون. هو لا يحمل الأعمى المسؤولية ولا الأعرج أو المريض. هو يرفع الحمل عن كتف الإنسان بتعليمه الجلد والتسليم.

مالك يوم الدين (ملك يوم الحساب)

يوم الحساب هو اليوم الذي يبعث فيه الناس بعد موتهم، يحاسبون ويرون مستقبلهم. في ذلك اليوم، لن يستطيع أحد أن يشفع لغيره، ولا حتى الأبوين أو الأزواج أو الأبناء. مع خطورة وهول ذلك اليوم، كل إنسان سيعتبر نفسه بمفرده. يصف الله يوم البعث، أو يوم الحساب، بتلك الصفات في القرآن:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَما أَدْراكَ ما يوم الدِّينِ - ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يوم الدِّينِ - يوم لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يومئِذٍ لِلَّهِ 

(سورة الإنفطار – الآية 17-19)

في ذلك اليوم، ستتساقط العلاقات التي تمسك بها الناس وأولوها اهتمامًا كبيرًا في الدنيا أمام غضب وجه الله. لن يكون هناك معنى للعلاقات الإنسانية والأنساب. القيمة الوحيدة الباقية ستكون للإيمان.

هذا يعني أن كل الأبواب التي ينتظر الناس منها العون ستغلق إلا باب الله. سيكون الله وحده القادر على إنقاذهم من مصاعب ذلك الموقف. وسيتوقف ذلك على قضاء الله.

سيخلق الله مناخًا يليق بهيبته وعظمته ويدعو عباده للحساب. في ذلك اليوم، عندما يندم غير المؤمنين أشد الندم على خطاياهم، ويفرح ويبتهج المؤمنون. ذكر ذلك في آية أخرى من القرآن:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ

(التحريم – الآية 8)

رب العالمين (ملك الدنيا)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

(الجاثية – 36-37)

توجد عوالم كثيرة في الكون، مقسمة إلى عوالم مختلفة كثيرة.

هناك ملايين الأنواع من الحيوانات والنباتات.

كما أن هناك مختلف الأنواع من الأجسام.

تمتلك السحب والرياح أيضًا خواص تختلف من واحدة للأخرى.

خلق الله مليارات البشر، لا يشبه أي منهم الآخر، بأعراق مختلفة، وطباع مختلفة، ولغات وثقافات مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد خلق الله عالم الذرة، لا يُرى بالعين المجردة، الخلايا بنظامها المحكم والذي يكون كل ميلليمتر من أجسامنا والعديد من أشكال الحياة التي لا ترى بعين الإنسان المجردة.

عندما ننام أو ونحن مستيقظون ونمارس أنشطتنا، يتحكم الله في عوالم لا تعد ولا تحصى، من حياة الأشياء الدقيقة المكونة من الكائنات الدقيقة إلى حياة الكائنات الأكبر المكونة من الأجسام السماوية في الفضاء؛ هو يغذيها ويديرها جميعًا ويسمح لها بالبقاء.

يقول الله في القرآن أنه ملك هذا العالم في الآيات الآتية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ - هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

(غافر – الآية 64-65)

إن الله ليس فقط رب العوالم اللامعدودة في الكون، ولكن أيضًا ملك الملائكة والجان الذين يعيشون في وقت وفضاء آخر. هو أيضًا خلق كل هذه الكيانات وأمرها بطاعته. العوالم التي خلقها الله تفوق مقدرة وسعة تخيل الإنسان. كلها من بديع صنع الله، و من خلق الله ومن تجليات عظمته.

ما يجب على الناس فعله هو طاعة الله، الذي نادى على نبيه إبراهم ليُسلم، في قوله:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

(البقرة – الآية 131)

وكما أُمِر في القرآن، أننا يجب أن نعيش لله:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

(الأنعام – الآية 162)

الصانع (البديع، هو الذي يخلق بجمال لا متناهٍ)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ

(النمل – الآية 88)

الدلائل على لا نهائية العلم، وعلى سمو العقل البشري، تُرى في كل كيان مخلوق، حي أو جماد. مما لا شك فيه أن كل هذه الأشياء من مظاهر اسم الله العليم. وأيضًا هناك خاصية مهمة جدًا يمكن أن نراها في كل هذه الكيانات وهي: لمسة الجمال.

كما يمكننا أن نرى اسم الله الصانع، بالنظر إلى الكمال وروعة المظهر والدقة والفن في كل مخلوقاته.

على سبيل المثال، خُلق جسم الإنسان بشكل نقي مُحكم لا تشوبه شائبة. كل أعضائنا في مكانها الصحيح. العين، على سبيل المثال، في الرأس، حيث يمكننا رؤية كل شيء حولنا. قلوبنا في مكان مناسب حيث يحميها القفص الصدري.

هناك "نسبة ذهبية" جعلت هناك تناسقًا في الشكل الخارجي للإنسان. يستخدم الفنانون هذه النسبة الذهبية في رسمهم. فم الإنسان، وعينه وأنفه في المكان المناسب وفقًا للنسبة الذهبية.

خلق لله تفصيلات كثيرة في مختلف مناحي الحياة بشكل يعكس اسمه الصانع. كل مخلوقاته تختلف في مظهرها الخارجي.

يمكن أيضًا أن نرى جمال خلق الله اللا متناهي في مملكة النباتات. في الآية التالية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ

(النحل – الآية 13)

خلق الله الملايين من الأنواع المختلفة من النبات والأزهار. كل منها له رائحته ولونه وتماثلاته.

يمكن أن يكون هناك أنواع مختلفة من نفس الزهرة، مثلًا الأوركيد، لها أشكال مختلفة وألوان مختلفة. الورود تأتي بألوان كثيرة مختلفة، وتوجد درجات كثيرة وأشكال من هذه الألوان. هذه الألوان والدرجات والأنماط هي دلائل واضحة على الفن.

يرينا الله الطبيعة اللا نهائية في بديع صنعه من خلال هذه الأشكال المختلفة، بخلق هذا التنوع الجميل والواسع.

الظاهر (هو الواضح الجلي)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

(الحديد – الآية 3)

دلائل وجود الله منتشرة في كل أرجاء الكون وواضحة لأي إنسان عاقل. كل الأنظمة، من أبسطها لأعقدها، مليئة بالمعجزات. ضرب الله الأمثال المتعددة من هذه المعجزات في القرآن.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ - وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

(ق – الآية 6-7)

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ

(الملك – الآية 19)

يضرب الله لعباده الأمثال على وجوده في القرآن.

إحدى خصائص المؤمنين هي التأمل فيما يدور حولهم وبالتالي يدركون وجود وعظمة الله.

وإحدى أهم صفات المؤمنين أنهم يخشون الله، الذي سيرجعون إليه للحساب يوم القيامة، ولذلك يسعون طوال حياتهم لنيل رضاه. يقول الله في القرآن:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

(آل عمران الآية 191)



DEVAMINI GÖSTER

اعمال ذات صلة