المفصليات ثلاثية الفصوص

حدث الانفجار الكامبري منذ 540 مليون عام، ونتج عنه ظهور حوالي 100 شعبة جديدة من الكائنات الحية "phyla"، والـ"phyla" هي مجموعة من الكائنات الحية تختلف وتتميز في المظهر الخارجي عن بعضها البعض.

ظهر خلال العصر الكامبري حوالي 100 مجموعة مختلفة من الكائنات الحية بشكل مفاجئ، والتي كانت تعيش في مختلف مناطق العالم وتسمى هذه العملية الانفجار الكامبري، والسبب وراء تسميتها بهذا الاسم هو ظهور كل تلك المجموعات على الفور، في فترة تراوحت ما بين 5 إلى 10 مليون عام، ولكن مع الوقت انخفض عدد هذه المجموعات والبعض منها انقرض. في الوقت الحالي تؤكد الشواهد تبقي ما بين 36 إلى 37 مجموعة من الـ"phyla" على قيد الحياة.

يشير الأحفور الذي نعرضه اليوم إلى المفصليات ثلاثية الفصوص، وهي من الأحفوريات الرئيسية التي ميزت الحقبة الكامبرية، وذلك لأنها كانت الأكثر تواجدًا، والأكثر شهرة بجانب أنها كانت الأوسع انتشارًا ما بين جميع الكائنات الحية في ذلك الوقت.

من أهم خصائصها أنها كائنات متعددة الخلايا والأعضاء، بجانب تركيبها المعقد الذي يتكون من العديد من الخلايا. وبالنظر إلى الكائنات المفصلية ثلاثية الفصوص سنرى تواجد جميع الخصائص التي تؤهلها للحياة موجودة ومكتملة بنسبة 100%، وأن عيون هذه الكائنات تختلف تمامًا عن بقية الكائنات الحية؛ حيث أنها من أوائل الكائنات الحية التي امتلكت عيونًا.

وعندما بدأ علماء الأحياء في دراسة وحساب هذا النوع من العيون توصلوا إلى أنها تتكون من نظام بصري فريد من نوعه والذي يتكون من حوالي 300 عدسة مزدوجة – وفي بعض الأنواع يصل لحوالي 3000 عدسة أو أكثر – بمعنى آخر إننا بصدد فصيلة من الكائنات الحية امتلكت نظامًا بصريًّا معقدًا للغاية منذ حوالي 540 مليون عام، ولكن هذا النوع من المفصليات ثلاثية الفصوص ذات النظام البصري المعقد انقرضت من حوالى 290 مليون عام.

ويعتبر التحجر هو السبب الأساسي الذي مكن علماء الأحياء من حساب العدسات التي تمتلكها هذه الكائنات بدقة شديد،  وهو أيضًا السبب الذي ساهم في صمود هذه الأحفوريات إلى يومنا هذا. ويُعتقد أن السبب الأساسي وراء هذا التحجر هو معدن الكالسيت. وتتميز عيون المفصليات ثلاثية الفصوص بأنها تتكون من عدسات شفافة، وأن هذه العدسات تتكون من مادة الكالسيت والتي يعتقد أخصائيو البصريات أن لها أعظم قوة انكسارية للضوء.

والآن ولكي نلخص كل ما سبق فإن العديد من الكائنات الحية ذات البناء المركب، والتي يختلف بعضها عن الآخر وتتكون من تريليونات الخلايا ظهرت فجأة خلال الحقبة الكامبرية، وتعتبر المفصليات ثلاثية الفصوص من أفضل وأهم الكائنات التي ظهرت في تلك الفترة، وأن العديد من هذه المجموعات الحية انخفض عددها على مر السنين إلى يومنا هذا وهو الشيء الذي لا تستطيع نظرية التطور تفسيره، وهو أيضًا ما يخالف رأي ريتشارد دوكنز – وهو واحد من أشهر مناصري نظرية التطور والنشوء – "أنه لولا حدوث التطور، لظهرت جميع الكائنات الحية في وقت واحد".

وجود 100 أو أكثر من الـ"phyla" هو واحد من الدلائل الرئيسية على أن الله عز وجل هو الخالق.

 



DEVAMINI GÖSTER

اعمال ذات صلة