الحقبة الكامبرية كفيلة وحدها بهدم نظرية التطور

الحقبة الكامبرية هو اسم أُطلق على فترة جيوليوجية معينة عندما ظهرت بشكل مفاجئ جميع المجموعات الحية متعددة الخلايا والتي تعيش في يومنا هذا، فقد حدث هذا - الظهور- بشكل مفاجئ وعلى نطاق واسع مما دفع العلماء للإشارة إلى ما حدث حينها "بالانفجار الكامبري".    

وطبقًا للخرافات التي تحتويها نظرية التطور فإن أصل الحياة يجب أن يكون على هيئة شجرة نمت من جذر واحد والتي بعد ذلك بدأت بنشر فروعها. بالفعل فإن هذه الفرضية قد تم التأكيد عليها في العديد من المصادر الداروينية، وقد تم استخدام مفهوم "شجرة الحياة" بشكل متكرر. هذه هي المزاعم التي تحتويها نظرية التطور، ولكن هل هذا ما حدث فعليًا؟   

بالطبع لا! فإن جميع الشُعب الحيوانية التي نعرفها اليوم قد ظهرت في الوقت نفسه وذلك في فترة جيولوجية معينة والتي تُعرف باسم الحقبة الكامبرية. استمرت هذه الحقبة إلى ما يقارب 10 مليون عام، وقد كان هذا منذ حوالي 520 أو 530 مليون عام. وقد ظهرت جميع الشُعب الحيوانية بشكل مكتمل تمامًا وذلك خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة للغاية.

اشتملت الحفريات التي تم العثور عليها في الصخور الموجودة من الحقبة الكامبرية على العديد من أشكال الحياة المختلفة تمامًا عن بعضها البعض مثل القواقع، والمفصليات ثلاثية الفصوص، والإسفنجيات، وقنديل البحر، ونجم البحر، وزنابق البحر، والقشريات العائمة. الغالبية العظمى من هذه الطبقات المختلفة لأشكال الحياة تمتلك نظامًا وبناءً معقدًا بالإضافة إلى تركيبها الفسيولوجي المتطور للغاية والمتطابق تماما مع النماذج الحية التي تعيش في هذه الأيام مثل العيون، والخياشيم، والدورة الدموية. وتُعد هذه الهياكل معقدة للغاية ومختلفة تمامًا عن بعضها البعض.           

أشكال الحياة في الحقبة الكامبرية والتي احتوت على هياكل معقدة للكائنات الحية أكثر بكثير مما هو موجود اليوم قد يُربك مناصري نظرية التطور.

تؤكد نظرية التطور من خلال استعراضها للحقبة الكامبرية على أن هذه الفترة الزمنية كانت "مبكرة جدًا" على ظهور أي تعقيد بيولوجي للكائنات الحية وذلك بسبب النظرية الداروينية والتي تزعم بأن الهياكل المعقدة التي تمتلكها الكائنات الحية قد تم اكتسابها بشكل تدريجي وعلى مدار فترات زمنية طويلة. ووفقًا لهذا، فإن جميع أشكال الحياة يجب أن يكون لها صفات "بدائية" وذلك في بداية تطورها عبر التاريخ، وأن ما يحدث بعد ذلك هو مجرد اكتساب للمزيد من الصفات المتطورة عبر مراحل عديدة من التطور.

ولكن تاريخ الحياة أظهر العكس تمامًا، فالأشكال الأولى للكائنات الحية تمتعت بنفس الصفات التشريحية المعقدة الموجودة في يومنا هذا مثل العيون، وقرن الاستشعار، والأقدام، والأفواه، والمَعِد. لذا فإن  خاصية "التعقيد" ظهرت "في اللحظات الأولى" للحياة، وليس في وقتٍ لاحق.

يصف البروفيسور فيليب جونسون من جامعة بيركلي التناقض الواضح بين الداروينية والحقيقة التي كشفها علم الحفريات بالآتي:

"تفترض النظرية الداروينية أن جميع الفصائل تطورت ضمن ما يسمى "بالمثلث المتسع متزايد التنوع"، وطبقا لهذا، فإن الحياة قد بدأت من خلال كائن حي أولي أو فصيلة بدائية من الحيوانات والتي تنوعت فيما بعد بشكل متزايد ونشأت من خلالها الفئات الأعلى في التصنيف البيولوجي. ولكن الحفريات الحيوانية أظهرت لنا أن هذا المثلث في الواقع يتواجد بشكل معكوس: جميع الشُعب تواجدت منذ اللحظة الأولى، وأن عددها ظل يتناقص في وقتٍ لاحق.     

وكما قال فيليب جونسون، أي من الشُعب لم تتطور بشكل تدريجي، ولكن جميعها ظهرت مرة واحدة وفي الوقت نفسه، مع انقراض البعض منها فيما بعد. مع ظهور جميع هذه الأشكال المختلفة للكائنات الحية بشكل مفاجئ ودون وجود أي عيوب بها، فإن هذا يعني أن هذه الكائنات قد خُلقت.

تشير جميع الدلائل العلمية إلى أن الكائنات الحية الأولى التي عاشت على سطح الأرض لم تتطور، ولم تنمُ. فهي لم يتطور بعضها عن بعض، وقد تحولت إلى فصائل مختلفة. 

ظهرت جميع أشكال الحياة الكامبرية بشكل مفاجئ في مرحلة تاريخية معينة دون وجود أي أسلاف بدائية لها والتي من المفترض أن تسبقها زمنيًا.

تحتوي جميع أشكال الحياة الكامبرية والتي يعود تاريخها إلى 350 مليون عام على الهياكل الأساسية للمملكة الحيوانية وهو ما يدحض نظرية التطور بشكل تام. وقد عجز التطور عن ايجاد مخرج له أمام الحقائق الواضحة.

ستبدو الداروينية بالنسبة للأجيال القادمة كشيء مثير للسخرية مثل العديد من القصص التي تم تداولها من قرون سابقة حول أن الأرض ترتكز على ظهر سلحفاة عملاقة، وقد كان العديد من الأشخاص متحمسين لهذه الفكرة بشكل كبير، مثلما يحدث في يومنا هذا مع الداروينية. سيفشل الناس – فيما بعد – في فهم كيف أن أساتذة، وعلماء، ومدرسين من الحاصلين على جائزة نوبل قد صدقوا مثل هذه المهزلة واصطفوا خلف هذه النظرية عديمة المنطق. سيشهد هذا القرن مدى الخزي والعار الذي سيلحق بجميع الأوساط المناصرة للداروينية.   



DEVAMINI GÖSTER