هل الكوارث الطبيعية بشائر نهاية الزمان؟

 

هل الكوارث الطبيعية بشائر نهاية الزمان؟

 

العصر الذي نعيش فيه الآن هو تقريبًا فترة من الكوارث المتتالية.

يشهد كل يوم تقريبًا كوارث طبيعية مثل الزلازل الأعاصير والصواعق والفيضانات في مناطق مختلفة من العالم.

وتؤثر هذه الكوارث في ملايين الناس في الكثير من الدول وتسبب أضرارًا مادية لا حد لها.

وتثير كل هذه الظواهر السؤال التالي:

هل تكون هذه الكوارث، التي تتبع بعضها البعض وتتكرر بصورة أكثر مما سبق بكثير، نُذُر نهاية الزمان التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا؟

ويصف نبينا في الأحاديث نهاية الزمان ومعالمه بتفصيل شديد.

وفقًا لتلك الأحاديث، يتألف نهاية الزمان من مرحلتين.

في المرحلة الأول، سيمتلئ العالم بمشكلات مادية وروحية، وحروب، وظلم ومعاناة.

في المرحلة التي تلي ذلك، ستختفي تلك المشكلات مع المجيء الثاني للنبي عيسى عليه السلام وظهور المهدي عليه السلام، وسيمنح الله الخلاص، ويعم السلام والسعادة في الأرض.

أثناء هذه الفترة، والتي تعرف أيضًا بالعصر الذهبي، ستنتهي الحروب والصراعات، وسيمتلئ العالم بالوفرة والثراء والعدل، وستنتشر قيم الإسلام الأخلاقية في العالم وسيمارسها الناس في حياتهم.

تحدث الآن في أيامنا هذه، العلامات التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم منذ مئات السنين، واحدة بعد الأخرى، تمامًا مثلما وصفت في الأحاديث.

الهدف من هذا الفيلم هو كشف كيف أن الكوارث الطبيعية التي أخبر عنها نبينا في الأحاديث التي تشير إلى نهاية الزمان، تحدث في عصرنا هذا واحدة بعد الأخرى.

وبتذكير الناس بهذه الطريقة أن يوم الحساب ليس بعيدًا لتشجيعهم أن يأخذوا حذرهم وأن يتفكروا قبل أن يأتي هذا اليوم العصيب.

 

 

"فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ" سورة محمد 18.

 

تتبع الكوارث الطبيعية - وهي بعض العلامات على آخر الزمان - تتبع بعضها البعض في عصرنا هذا.

وقد تكون بعض الظواهر الأخرى، التي ظهرت في الأحاديث كعلامات على آخر الزمان، حدثت في أزمنة أخرى في مناطق متفرقة من العالم.

ولكن هذا لا يعني أن تلك الأيام كانت هي آخر الزمان، لأنه لوصف فترة من الزمن بآخر الزمان، يجب أن تحدث كل الآيات التي تنبأ بها نبينا في مدة زمنية محددة، وأن تحدث واحدة بعد الأخرى.

وترد في الأحاديث الحالة الخاصة المتعلقة بأحداث آخر الزمان:

"ستتبع علامات آخر الزمان بعضها البعض، مثل حبات الخرز الموصولة ببعضها". (أحمد ضياء الدين الكمشخانوي، راموز الأحاديث، 227/6، الجامع الصغير، 3/167).

"تلاحق العلامات بعضها، مثلما يخرج السمك من الشبكة ويهرب، ملاحقًا بعضه". (الشعراني مختصر تذكرة القرطبي، ص478).

ما يعني أنه بعد دخول العام 1400 هجريًا، فقد حدثت في الـ 35 سنة الأخيرة كل الأحداث التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم تتبع بعضها البعض.

وهي حقيقة إحصائية أن هناك ارتفاعًا في كل من عدد الكوارث الطبيعية ودرجتها في السنوات الأخيرة.

وفقًا لتقرير الكوارث في العالم الثالث عشر، فقد سببت الكوارث الطبيعية وفاة 901,177 شخصًا ما بين سنة 1995 و2004. وتأثر أكثر من 2,5 بلايين شخص ماديًا ونفسيًا، وحدث دمار يساوي على الأقل 738 دولارًا. وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة من 2013 أن الدمار المادي الذي أحدثته الكوارث الطبيعية في الـ 13 سنة الأخيرة يقدر بحوالي 2,5 بليون دولار.

والآن فلنلق جميعًا نظرة على الكوارث الطبيعية التي أخبر عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم عن اليوم الآخر، وبعض الأمثلة التي حدثت في عصرنا هذا.

 

زيادة أعداد الزلازل

"لن تقوم الساعة حتى .. وتكثر الزلازل". (راموز الأحاديث، 476/11).

".. بينَ يَدِيِ الساعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيدٌ وبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزلازلِ". (راموز الأحاديث، 187/2).

".. على اختلافٍ من الناسِ وزلازل.." (البرزنجي، الإشاعة لأشراط الساعة، ص.166).

تستمر الزلازل القوية التي وقعت في السنوات الأخيرة في أخذ مركز مهم في الخطة العامة في أنحاء العالم.

على سبيل المثال، وفقًا للمركز الوطني لمعلومات الزلازل في الولايات المتحدة، فقد وقع 20,832 زلزالًا صغيرًا وكبير الحجم في جميع أنحاء العالم في عام 1999.

ووفقًا للبيانات الرسمية، قُدرت حالات الوفاة في هذه بـ 22،711 شخصًا.

وكما وضح نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث:

"تكون في أمتي رجفة يهلك فيها عشرة آلاف، عشرون ألفًا، ثلاثون ألفًا". (ابن عساكر، تاريخ المستقبل 1، إصدارات ميسم، ص.81).

 

وفقًا لتقارير الماسح الجيولوجي الأمريكي، فقد كان هناك 110 زلازل بقوة 5.0 ريختر أو أكثر ما بين سنة 1556 و1975.

ولكن في الـ 23 سنة من 1980 إلى 2003، كان عدد الزلازل الكبرى 1685.

تقرير الزلزال الدولي الذي أعده الباحث جرانت جيفري يظهر أيضًا أن هناك زيادة في وقت قوة الزلازل في عصرنا هذا مقارنة بالماضي، ووفقًا لتقرير جيفري للزلزال:

بمتوسط 3 زلازل كبرى في كل عقد بين سنة 1900 و1949.

9 زلازل كبرى في الخمسينات.

13 زلزالًا كبيرًا في الستينات.

56 زلزالًا كبيرًا في السبعينات.

74 زلزالًا كبيرًا في الثمانينات.

وهناك زيادة بنسبة 47% في الزلازل الكبرى في الثلاثين سنة الأخيرة مقارنة بالماضي.

كما رأينا، بينما كان عدد الزلازل صغيرًا جدًا، فقد ارتفع عدد الهزات الأرضية بشكل ملحوظ منذ سنة 1400 هجريًا، وقد كانت بعض الزلازل الشديدة على مدار الـ 35 سنة الأخيرة على هذا النحو:

توفي 20,000 شخص وفقد 500,000 شخص منازلهم في زلزال في أرمينيا في 7 ديسمبر سنة 1988.

توفي 40,000 شخص وأصيب 100,000 في زلزال في إيران بقوة 7.7 ريختر وقع في 20 يونيو 1900.

سبب زلزال كوبه (مدينة في اليابان) الذي وقع سنة 1995 دمارًا قيمته 100 بليون دولار، على الرغم من استمراره لعشرين ثانية فقط.

توفي 17,000 شخص وفقًا للأرقام الرسمية و50,000 وفقًا للأرقام غير الرسمية في زلزال بقوة 7.4 ريختر في مدينة كولجك في تركيا سنة 1999.

في 26 يناير 2001، فقد 25,000 شخص حياتهم وأصيب 166,000 في زلزال بقولة 6.7 ريختر في الهند.

توفي 31,884 وأصيب 18,000 في زلزال بقوة 6.7 في إيران في 26 ديسمبر 2003.

في 26 ديسمبر 2004، توفي 300,000 شخص في إعصار تسونامي الذي حدث بعد وقوع زلزال بقوة 9.0 ريختر في إندونيسيا.

 

 

في 8 أكتوبر 2005، قتل حوالي 100,000 شخص في زلزال بقوة 7.6 ريختر في باكستان.

توفي 5,782 شخص في إندونيسيا في 27 مايو 2006 في زلزال بقوة 6.2 ريختر وأصيب أكثر من 7000 شخص. وقد أصبحت الكثير من البراكين في هذه المنطقة نشطة بعد وقوع الزلزال.

في 12 مايو 2008، وقع زلزال بقوة 7.8 ريختر مما تسبب في وفاة ما يقرب من 80,000 شخص في شرق مقاطعة سيتشوان في الصين.

وتوفي حوالي 316,000 شخص في الزلزال الذي وقع في هايتي بقوة 7.0 ريختر في 12 يناير 2010.

هذه المرة وقع الزلزال في تشيلي في فبراير 2010، بقوة 8.8 ريختر وتسبب في وفاة 524 شخص.

في 11 مارس 2011 وقع زلزال في منطقة هونشو في اليابان بقوة 8.9 ريختر، وقد أحدث هذا الزلزال أثرًا كبيرًا لدرجة انزلاق كتل من الصخر تحت الأرض، ونتيجة لذلك فقد تغير محور الأرض بدرجة 10 سم. وقد تسببت موجة تسونامي التي وقعت في أعقاب الزلزال بوفاة 16,000 شخص.

في 25 سبتمبر 2013، وقع في إقليم بلوشستان في باكستان زلزال بقوة 7.7 ريختر.

 

وقد وقعت أيضًا في الـ 35 سنة الأخيرة زلازل كثيرة، كبيرة وصغيرة، غير تلك التي ذكرناها هنا.

وأصبح آلاف الناس مشردين على أثر هذه الزلازل.

يشير نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأوضاع في الحديث:

"اقترب اليوم الذي لا تجدون فيه بيوتًا تأويكم أو دواب تنقلكم، لأن الزلازل ستدمر بيوتكم".

وبالإضافة إلى أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، هناك أيضًا آيات من القرآن تشير إلى الصلة بين الزلازل واليوم الآخر.

تسمى السورة التاسعة والتسعين من القرآن بالزلزلة، وتعني الزلزال.

 يوجد في السورة وصف لزلزال قوي، يتبعه يوم الحساب، حيث يبعث الموتى ليحاسبهم الله عز وجل:

 "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)" سورة الزلزلة. 

 

 

 

الأمطار الغزيرة

 

إحدى الظواهر الطبيعية الأخرى التي تنبأ بها النبي عليه الصلاة والسلام والتي تحدث في نهاية الزمان مباشرة قبل اليوم الآخر هي الأمطار الغزيرة:

"لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا لا تكنّ منه بيوت المدر" (الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي، ص253).

"لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا لا تكنّ منه بيوت المدر" )مسند أحمد بن حنبل، مجلد 13، ص291، رقم 7554).

الفيضانات التي تنتج عن الأمطار الغزيرة هي كارثة طبيعية كبرى تتسبب في فقدان الناس حياتهم وممتلكاتهم.

أدت الفيضانات الأخيرة بصفة خاصة إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في مختلف مناطق العالم.

ويشمل ذلك الفيضانات في أوروبا في السنوات الأخيرة.

تسببت الأمطار الغزيرة والتي تؤثر في أوروبا كلها تقريبًا بفيضان الأنهار، وغمرت المياه أجزاءً كبيرة من مدن أوروبا الكبرى.

ومثال على ذلك، الفيضانات التي سببتها الأمطار الموسمية في نيبال وبنجلاديش في 2002.

وقد دمر 40,000 منزل في الفيضانات والانهيارات الأرضية التي سببتها الأمطار الغزيرة في سريلانكا في 2003.

بعض أحدث الأمثلة على تلك العلامات الموجودة في الأحاديث هي الأمطار الغزيرة في إثيوبيا والأمطار الموسمية في آسيا في أغسطس 2006.

 

زيادة الصواعق

على الرغم من 200 سنة من الأبحاث، لا تزال الصواعق لغزًا كبيرًا للعلماء في العالم.

البرق هو أقوى مصدر كهرباء في العالم، ولديه قوة حرق عالية، على الرغم من كونه ينتج من الثلج.

 يمكن لدرجة حرارة البرق أن ترتفع إلى 8,307 درجة، أكبر خمس مرات من درجة حرارة سطح الشمس.

وصفت في الأحاديث زيادة الصواعق كعلامة على نهاية الزمان.

ستدمر الزلازل بيوتكم وسيحرق البرق ماشيتكم ويحولها إلى تراب.

 "تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول من صعق تلكم الغداة فيقولون صعق فلان وفلان". (الحكيم، المستدرك، 4:444)، (أحمد ضياء الدين الكمشخانوي، راموز الأحاديث 256:13).

تمامًا كما وصف في الأحاديث، فهناك زيادة حديثة في خسائر الأرواح والممتلكات الناتجة عن الصواعق.

توفي لاعبو كرة القدم في مباراة الكونغو سنة 1998 عندما ضرب البرق الملعب.

فقد ستة أشخاص حياتهم عندما ضرب البرق ملعب كرة قدم في المكسيك سنة 2001.

فقد أربعة أشخاص حياتهم في رومانيا سنة 2004 في صاعقة وقعت أثناء عاصفة، وقد حدث دمار بالغ في 400 منزل.

ضربت صاعقة مدرسة ابتدائية في أوغاندا في يونيو 2011 وتسببت بمقتل 18 طالبًا.

بالإضافة إلى ذلك، وكما نقل في الأحاديث، فزيادة الصواعق تسبب الكثير من الخسائر في الأرواح وهلاك الكثير من الأرواح.

 

الرياح والأعاصير

كارثة طبيعية أخرى تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم أنها تحدث في نهاية الزمان، هي الرياح والأعاصير.

"لن تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات". وفي رواية في العاشرة: وريح تلقي الناس في البحر". (البرزنجي، الإشاعة لأشراط الساعة، ص288).

تسبب الصناعة الاحتباس الحراري، ويفسد التوازن في الغلاف الجوي الذي ترتفع حرارته بشكل متزايد ونتيجة ذلك هي التغيرات المناخية، والأعاصير هي إحدى هذه الكوارث المناخية الرئيسية.

يلخص سيمون بوكسال من المركز الوطني لعلوم المحيطات في بريطانيا قوة الأعاصير في هذه الكلمات:

في الواقع حالة هذه المدينة أكثر من كافية لجعل قوة الإعصار واضحة جدًا.

بعض الأعاصير في السنوات الأخيرة من القرن الماضي كانت كالتالي:

الدمار الذي سببه إعصار أندرو الذي وقع سنة 1992 في خليج المكسيك يقدر وحده بحوالي نصف تريليون دولار.

وتكلف الدمار الواقع في جزر البهاما بحوالي 250 مليون دولار.

وأجبر ما يقرب من مليوني شخص في شرق الولايات المتحدة على مغادرة منازلهم بسبب الإعصار.

تسبب إعصار أندرو بوفاة 40 شخصًا وفقد 250,000 لمنازلهم.

وقدر عدد الوفيات في العواصف التي وقت غرب بنجلاديش في 13 مايو 1996 ما بين 500 و100 شخص.

وقد أدت نفس العاصفة إلى إصابة 30,000 شخص وتشريد 100,000.

وكان إعصار ميتش الذي وقع في أكتوبر 1998 رابع أكبر الأعاصير في هذا القرن.

على مدار يومين فقد حوالي 200 شخص حياتهم في إعصار وقع في جنوب كوريا في 21 سبتمبر 2003.

في أغسطس 2004 سبب إعصار تشارلي خسائر كبيرة في الأرواح وفي الممتلكات.

وقد كان إعصار تشارلي هو ثاني أكبر الأعاصير التي وقعت في المنطقة، بعد إعصار أندرو 1992.

فقد أكثر من 10,000 شخص حياتهم في ولاية فلوريدا، وميسيسيبي ولويزيانا في إعصار كاترينا في 29 أغسطس 2006.

هذه الكوارث الطبيعية تعيد إلى أذهاننا علامات نهاية الزمان التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.

عندما يأتي الناسَ الموتُ وتصبح منازلهم قبورهم.

 

"الخسف" في ثلاث مناطق متفرقة في العالم

أحد العلامات الأخرى التي تنبأ بها نبينا صلى الله عليه وسلم أن تحدث في نهاية الزمان هي خسف في الأرض في ثلاث مناطق مختلفة.

أحدها في الغرب والآخر في الشرق والآخر في شبه الجزيرة العربية.

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث:

".. لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات .. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب .." (صحيح مسلم).

والآن فلنبحث في "حالات الخسف الثلاثة في الشرق وفي الغرب وفي شبه الجزيرة العربية" في ضوء التطورات الأخيرة والهامة للغاية.


 

الخسف في الشرق:

كارثة تسونامي في إندونيسيا
 

أحد علامات نهاية الزمان التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم هي "خسف بالمشرق".

قد يشير مصطلح "خسف" إلى زوال قطعة كبيرة من الأرض أو مجتمع بشري، واختفائه من على وجه الأرض.

تعطي كارثة تسونامي التي ضربت جنوب آسيا في 26 ديسمبر 2004 صورة على هذه الآية المذكورة في الحديث.

إذًا، فـ "خسف بالمشرق" الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم ربما يشير إلى كارثة تسونامي الكبيرة. وتسونامي هو الاسم الذي يطلق على الموجات العملاقة التي تتكون في أعقاب الزلازل أو الانهيارات الأرضية تحت سطح البحر.

وقد أُثبت أن الدمار الذي تحدثه هذه الموجات العملاقة يقارب الدمار الذي تحدثه القنابل الذرية.

أحيانًا تستطيع هذه الموجات العالية أن تدفن مدنًا ساحلية تحت الماء.

وعلى مر التاريخ، فقد وقعت في آسيا والشرق الأقصى كوارث عديدة وزلازل وأعاصير.

وقد وقع دمار هائل في تلك الكوارث، وفقد عدد كبير من الأشخاص أرواحهم.

مع ذلك، فقد كان تسونامي الذي حدث في جنوب آسيا في 2004، والذي نتج عنه وفاة أكثر من 225,000 شخص، هو أحد أكبر هذه الكوارث.

تسونامي الذي نتكلم عنه أصاب سواحل إندونيسيا وسريلانكا والهند وماليزيا وتايلاند وبنجلاديش وميانمار وجزر المالديف وجزر سيشل وحتى الصومال، الدولة الأفريقية التي تبعد مسافة 5,000 كم.

أثرت كارثة تسونامي التي وقعت في النهاية في منطقة ضخمة وسببت اختفاء مدن تحت سطح البحر والطين والحطام الذي حملته معها، ومن ثم فقد غيرت خريطة العالم.

لهذه الأسباب فقد يكون "خسف بالمشرق" الذي في الحديث، يشير إلى تلك الكارثة في جنوب آسيا.

انتهت هذه الكارثة، والتي يُقدر أن تستمر آثارها لعدة سنوات قادمة، بأن غرقت منطقة واسعة تحت البحر، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.

 

 

الخسف بالمغرب: كارثة كاترينا في الولايات المتحدة.

آية أخرى عن اليوم الآخر تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم هي "خسف بالمغرب".

الدمار الفظيع الذي صنعه إعصار كاترينا في خليج المكسيك في الولايات المتحدة في 29 أغسطس 2005، يعيد إلى أذهاننا "خسف بالمغرب".

الـ "خسف" الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث في آخر الزمان، يتوقع أن يكون أضخم بكثير وله أثر أكبر من الأحداث المماثلة في الماضي.

وفي الواقع، فقد كان الخراب الذي أوقعه إعصار كاترينا أكبر بكثير من الخراب الذي أحدثته الظواهر المماثلة قبل ذلك.

قال أحد الذين شهدوا الإعصار:

 

حدثت كوارث مريعة في قارتي أوروبا وأمريكا على مر التاريخ.

ولكن لم يحدث أحدها الدمار الذي أحدثه إعصار كاترينا.

وخلافًا للكوارث الأخرى، فقد أجبر إعصار كاترينا ملايين الأشخاص على الهجرة، وخسارة عشرات آلاف الأرواح، وأدى إلى دمار ثلاث ولايات كبيرة وانتهى بغرق مدن كاملة تحت الماء.

إذًا، فكارثة كاترينا - وهي أحد أسوأ الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة - قد تكون إحدى حالات الخسف الثلاثة التي أشار إليها نبينا عليه الصلاة والسلام.

ضرب إعصار كاترينا، والذي هب بريح تصل سرعتها إلى 260 كم في الساعة، أولًا ولاية فلوريدا.

فقد ثلاثة عشر شخصًا حياتهم في هذه الولاية، وترك ضررًا ماديًا ضخمًا، ثم تحول الإعصار بعد ذلك إلى ولاية لويزيانا.

وقد سبب دمارًا ضخمًا في سواحل لويزيانا وألاباما وميسيسيبي.

يقدر عدد الذين فقدوا أرواحهم بأكثر من 10,000 شخص في هذه الولايات الثلاثة، التي تركت تقريبًا غير صالحة للسكن.

ووصل الدمار المادي إلى 100 بليون دولار.

في أعقاب تلك الكارثة، كان هناك عشرات الآلاف غير قادرين على إيجاد طعام وشراب كافٍ.

لم يكن هناك ماء أو طعام نظيف في المدينة.

وفي أعقاب الإعصار، ترك حوالي 5 ملايين شخص بدون كهرباء.

وقد تم الإعلان أنه بسبب كل ذلك الدمار فسوف يأخذ الأمر شهورًا لتعود إمدادات الكهرباء إلى المدينة ككل.

تركت مئات الآلاف من المباني غير صالحة للسكن، بينما كانت مئات آلاف أخرى مدمرة بشدة.

تصل المنطقة التي تأثرت بتلك "الكارثة الوطنية" إلى ثلث مساحة تركيا تقريبًا.

أدى انقطاع الكهرباء وتوقف خطوط الهاتف، وحقيقة أن الإنترنت والهواتف المحمولة لم تعد تعمل، إلى نهاية تامة للحياة التجارية.

وتم حساب ما يقرب من مليون وظيفة فقدت في جميع القطاعات.

وأغلقت المؤسسات التعليمية في تلك المناطق.

توقف عدد كبير من المدارس عن العمل، بينما عانى عدد آخر من دمار مادي شديد.

 

 

غرق مدينة نيو أورليانز

بينما سبب إعصار كاترينا دمارًا هائلًا لعدة مدن، فقد أصبحت نيو أورليانز أكبر مدن ولاية لويزيانا غير صالحة للسكن.

وصار حوالي 80% من المدينة - والتي تعتبر أحد المراكز السياحية والثقافية الرئيسية في الولايات المتحدة - تحت الماء.

زاد ارتفاع الماء في بعض الأحياء عن 6 أمتار.

ومن ثم فقد اختفت مدينة نيو أورليانز حرفيًا بالغرق تحت الماء.

وبنفس الطريقة التي يشير بها "خسف بالمشرق" التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كارثة تسونامي في إندونيسيا، فحالة "خسف بالمغرب" قد يكون إشارة إلى اختفاء مدينة نيو أورليانز.

ومن المؤكد أن الله تعالى وحده يعلم الحقيقة.

شهدت نيو أورليانز الكثير من العواصف والإعصارات الكبيرة.

ولكن هذه المدينة، التي تواجه الأعاصير بمعدل واحد كل أربعة عشر سنة، لم تشهد من قبل إعصارًا أحدث مثل هذا الحجم الضخم من الدمار والخراب.

لقد اختفت مدينة نيو أورليانز حرفيًا، وانغمرت تحت الماء.

تعطي هذه الطريقة التي اختفت بها هذه المدينة الكبيرة بشكل كامل تقريبًا، صورة شبيهة بعلامة أخرى على نهاية الزمان أخبر عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهي مذكورة في الحديث:

"خراب معظم البلاد حتى تعود حصيدًا كأن لم تغن بالأمس". (المتقي الهندي، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، ص38).

 

هل يمكن أن يكون الجيش الذي يختفي في الصحراء هو الخسف الثالث؟

بالإضافة إلى حالتي الخسف في الشرق وفي المغرب، يشير حديث نبينا صلى الله عليه وسلم أيضًا إلى حالة ثالثة في شبه الجزيرة العربية.

الخسف الذي سيحدث في شبه الجزيرة العربية يحمل أيضًا صورة قريبة الشبه بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم.

يقول الحديث:

".. يَغْزُوَ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ." (الترمذي، سنن ابن ماجه، سنن أبو داوود).

أثناء حرب العراق في 2003، اختفى فجأة جزء كبير من الجيش العراقي.

ظهرت التقارير التي تخص اختفاء الحرس الجمهوري، والذي يحتوي حوالي 60,000 عضو، ووحدة أخرى تعرف باسم الفدائيين تحتوى حوالي 15,000 جندي عراقي، في الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية.

وحقيقة أن هذا مشار إليه في أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تظهر أن "خسف جيش"، وهو أحد العلامات على آخر الزمان، قد وقع. وفي الواقع، بالنظر إلى أنه قد وجد في الأيام التالية عدد من الطائرات الحربية مدفونة في رمال الصحراء وحديث النبي صلى الله عليه وسلم "خسف بجزيرة العرب"، قد تبدو أن هذه الظاهرة تشير إلى هذه الحالة العجيبة التي حدثت أثناء حرب العراق.

 

 

 آخر الزمان الذي أخبر عنه نبينا صلى الله عليه وسلم.

 

تظهر كل الأحداث التي رأيناها حتى الآن أن الفترة التي نعيشها هي آخر الزمان، وسيعقبها مباشرة اليوم الآخر.

وليس هناك شك أن هذه هي الأحداث الأكثر أهمية منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم.

هذه الأحداث، إرهاصات آخر الزمان، هي أيضًا بشائر لأيام سعيدة قادمة.

و سوف تتحقق هذه البشائر التاريخية، المترقبة منذ مئات السنين، بإذن الله.

تشير هذه البشائر إلى العصر الذهبي الذي تكلم عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث.

وبإذن الله، قد اقترب اليوم الذي يمارس فيه الناس القيم الدينية الأخلاقية، عندما يظهر النبي عيسى عليه السلام وحضرة المهدي على الأرض، وعندما يملأ العالم العدل والرخاء والسلام والخير.

يعد الله عز وجل عباده المؤمنين في القرآن الكريم:

"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" سورة النور 55.



DEVAMINI GÖSTER

اعمال ذات صلة