يدعونا الله في القرآن الكريم إلى البحث في أحوال المنافقين والذين يعادون الإسلام والقرآن الكريم

مقتطفات من حديث السيد عدنان أوكتار على قناة A9TV  بتاريخ 23 أبريل 2015

 

عدنان أوكتار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في الآية 104 من سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى: "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ". بعبارة أخرى، يقول الله "تبينوا" أولئك الذين يعادون الإسلام والقرآن الكريم والقيم الأساسية للمسلمين. يأمرنا أن نتعرف عليهم وأن نلم بأحوالهم وألا نتهاون في القيام بذلك. يجب أن نكون على بينة من أمر الشيطان، يجب أن نستبين سُبَل المنافقين والملحدين، يجب علينا أن نحاول معرفة الطرق التي يمكنهم بها إيذاء المسلمين. وهذا أمر من الله للمسلمين في الآية 104 من سورة النساء كأحد أشكال العبادة. لماذا صاروا إلى هذا الحال؟ ما هو علاجهم؟ وما الذي يمكن فعله حيال ذلك؟ ما هي الطريقة التي يتعين علينا التحدث بها إليهم؟ يجب علينا بحث وتحليل هذه النقاط، ما هي الأخطاء التي يرتكبونها؟ ما هي خططهم الخبيثة تجاه المسلمين؟ بأي الطرق يمكنهم الإيذاء؟ ما هي المؤامرات التي يمكنهم تدبيرها؟ ما هي الفخاخ التي يمكنهم نصبها؟ يخبرنا الله في الآية 104 من سورة النساء أن تحليل هذه الأشياء شكل حتمي من أشكال العبادة وواجب ديني على المسلمين. يقول الله: "لَا تَهِنُوا". بعبارة أخرى يقول: "لا تتركوهم وما لديهم من أدوات، تعرفوا على أحوالهم معرفة مسبقة، بحيث لا تتفاجأوا إذا واجهوكم، تحققوا منهم، دققوا وتدارسوا وتفحصوا وتعرفوا عليهم، حاولوا أن تتعلموا ما يخصهم". يشير الله في ذلك إلى أولئك الذين يعادون الله وكتبه والإسلام والقرآن الكريم. بعبارة أخرى، يشير الله إلى أساليب الشر عند المنافقين.

 

في الآية 53 من سورة الحج يتحدث الله عن أولئك الذين تتجرد قلوبهم من كل أنواع المشاعر، كل الأنواع. فعلى سبيل المثال، فإن مثل هؤلاء الناس لا يعرفون الرحمة والعطف والتلطف والاحترام والتعاطف، لا يدركون ما يعجب الناس أو ما يؤرقهم. هؤلاء أناس يُعرفون بالغلظة والرعونة. يقول الله: "لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ". انظروا، "يجعله فتنة للقاسية قلوبهم"، "الظالمين"، بعبارة أخرى، المنافقون والكفار والجاهلون. "الظالمون" أولئك الذين يظلمون أنفسهم وغيرهم من الناس، "وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ"، إنهم يعادون جوهر القرآن الكريم، لا يمكنهم أن يفهموه أو يعقلوه، يعيشون في شقاء وعزلة ويظلون أسرى لقلوبهم وأرواحهم الخبيثة، إنهم يفتقرون إلى كافة ألوان المشاعر، لا يعرفون الرحمة ولا النقاء، لا يمكنهم رؤية صنع الله المفصل الواضح، لا يدركون ما يحبه الناس وما يؤرقهم. أقول ذلك مرارًا وتكرارًا حتى يتبين ويعلم جيدًا أولئك الذين لا يعلمون.

 



DEVAMINI GÖSTER

اعمال ذات صلة